قوات النظام السوري تعلن «سيطرتها» على مدينة تدمر الأثرية

ضابط بالمعارضة: النظام وروسيا يبحثان عن «شهادة حسن سلوك»

قوات النظام السوري تعلن «سيطرتها» على مدينة تدمر الأثرية
TT

قوات النظام السوري تعلن «سيطرتها» على مدينة تدمر الأثرية

قوات النظام السوري تعلن «سيطرتها» على مدينة تدمر الأثرية

أعلنت قوات النظام السوري سيطرتها على مدينة تدمر بعد انسحاب عناصر تنظيم "داعش"؛ الذين استولوا على المدينة الأثرية الواقعة في وسط سوريا منذ العشرين من مايو (ايار) العام الماضي.
وتيرة القتال ارتفعت منذ نحو 3 أسابيع بين قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بدعم من الطيران الروسي من جهة، وعناصر تنظيم "داعش"، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على مدينة تدمر، بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية.
وعقب معارك عنيفة طيلة الليلة الفائتة، أكملت عناصر "داعش" انسحابها باتجاه السخنة والبعض الآخر باتجاه الرقة ودير الزور، وهي معاقل التنظيم الرئيسة شمال وشرق سوريا.
وكانت قوات النظام أمس (السبت) قد دخلت إلى الأطراف الغربية من المدينة المذكورة، فيما تواصلت المعارك الضارية بين الطرفين، في حين يسعى النظام السوري بعد إحكام سيطرته على تدمر، للتقدم باتجاه مدينة السخنة (شرق تدمر)، والوصول إلى محافظة دير الزور، التي يسيطر التنظيم على معظمها.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الخميس، استهداف طائرات التحالف الدولي، موقعاً لـ «داعش» قرب «تدمر»، تزامناً مع وصول قوات النظام، إلى أطراف المدينة، بغطاء جوي روسي.
وقالت القيادة المركزية في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «قوات التحالف الدولي تابعت ضرباتها في سوريا والعراق، حيث تم تنفيذ غارة جوية قرب تدمر، استهدفت وحدة تكتيكية تابعة لداعش، وجرى تدمير موقع قتالي للتنظيم».
وتسيطر قوات النظام، حالياً على "جبل حيان" الاستراتيجي، بمحيط تدمر، وموقع قصر «فندق ميريديان»، ومفترق الطريق الرابط بين تدمر وحمص ودمشق، كما أن التنظيم يجد صعوبة في وصول الإمدادات إليه، بسبب رصد الطرق من قبل الطائرات الروسية.
وفي حديثه لوكالة أنباء الأناضول، قال العميد المعارض أحمد الرحال إن «نظام الأسد وروسيا يبحثان عن أمرين لا ثالث لهما، الأول وهو الأهم، محاولة نيل شهادة حسن سلوك من المجتمع الدولي في حال سيطر على مدينة تدمر، فالمدينة تشكل حضارة كبيرة وتحوي آثاراً منذ آلاف السنين، وبسيطرته عليها سيقولان للعالم انظروا نحن نقاتل الإرهاب ونحافظ على الأماكن الأثرية. وأما الأمر الثاني، يتعلق بالموقع الاستراتيجي لتدمر، التي تقع على الطريق الواصل بين دمشق والعراق وإيران، كما يوجد فيها مطار عسكري كان تم إيقاف العمل فيه منذ 20 عاماً، وتهدف روسيا إلى إعادة تفعيله، لاستخدامه في الهجوم على مواقع داعش والمعارضة".
وأكد الرحال، أن داعش يتقن أسلوب المناورة، وقد ألحق بالنظام أضراراً كبيرة خلال تقدم الأخير في ريف حلب الشرقي، مشيراً إلى أن النظام وحليفته روسيا اتجها إلى تدمر، وركزا عليها حين أدركا أن الطريق في ريف حلب الشرقي طويل ومحفوف بالمخاطر، وفضلا التوجه لتدمر لما لها من أهمية استراتيجية، على حد قوله.
وتكمن أهمية تدمر، كونها تشكّل نقطة عبور لخط أنابيب لنقل الغاز، غير مستخدم منذ فترة طويلة، غير أنه كان جزءاً من مشروع خط أنابيب، يربط بين إيران-العراق-سوريا، بطول ألف و500 كم، وسعة 40 مليار متر مكعب، كان ضمن المشاريع التي جرى الحديث عنها قبيل الأزمة السورية.
وكان من المزمع أن يبدأ مشروع خط أنابيب نقل الغاز، من مدينة «عسلوية» الإيرانية على الخليج العربي، ويمر من محافظة ديالى العراقية، وبعدها من تدمر، ليصل إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن هناك للتصدير إلى أوروبا.
كما أن محطة «ت 3» لتعبئة الغاز الطبيعي، التي لم تتلق أضراراً، موجودة على الخط المذكور، حيث يمر الغاز من تحت الأرض بدءاً من المحطة المذكورة، ويصل إلى مدينة حمص الخاضعة لسيطرة النظام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.